الأربعاء، 14 مارس 2012

المتمرد

كم أنت متمرد يا صديقي العزيز ! كانت تلك كلماتي له حينما كنا نتحدث عن النفس البشرية ما لها و ما عليها .

نظر إلىّ نظرة استفسار ، أتبعها بقوله ماذا تقصد بكلماتك هذه ؟ أجبته على الفور رأيت فيك ما لم يره أحد من الآخرون و ما احسب تمردك هذا إلا ثمرة قيد ٍ قد فرض عليك في وقت مبكر من حياتك .
أطرق هنيهة ثم قال نعم لقد صدق حدسك فقد كان هناك ثمة قيد فى طفولتي على غير عادة الأطفال اللذين هم في سني .
صمتَ فأكملت فما كان منك إلا أن مزقت هذا القيد بكل ما أوتيت من قوة حينما توافرت لك القدرة على ذلك .
لقد كانت البيئة من حولي تكبلني بقيد لم أختره لنفسي و لم أرض عنه فى يوم من الأيام كان الروتين يملأ حتى الهواء الذي كنت أتنفسه كرهت الروتين فكرهت أهله المتمسكين به المقيمين عليه كسدنة في معبده و انطلقت في كل اتجاه أنشد حريتي المسلوبة أتلمس الهواء النقي أملأ به رئتي فإذا بى أهيم على وجهي مره و اصطدم بعقول قد مسخت فانقلبت إلى آلات تعمل دون تفكير حتى جاء اليوم الذي وقفت فيه مع نفسي التقت أنفاسي فوجدتني قد ضاع منى سنوات طوال لم يكن لي فيها طائل .
رأيت وجهه الباسم قد شابه حزن ٌدفين قد أختلط بألم نفسي حاول جاهداً أن يخفيه في صدره و كأنه لا يريد أن يدفن هذا الألم النفسي و حسب بل يريد أن يدفن هذه الذكريات المؤلمة التي دفعته إلى التخبط كثيراً ظناً منه أنه قد امتلك حريته فإذا به يكبل نفسه بنفسه .
توقف عن الكلام فجأة و علت وجهه حالة من التوتر انتقلت الى يديه التى أسرعت بانتزاع سيجارة هم أن يشعلها لولا أنه تذكر أنى أتضايق من رائحة الدخان فتركني على أمل العودة مرة ثانية .

عندما عاد تطرقنا إلى الحديث عن موضوع آخر فلم يكن لدينا الرغبة فى استكمال هذا الحديث مرة ثانية .


0 التعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة