الأحد، 1 فبراير 2015

لمعة سراب



جاءنى زميلى فى العمل و وجهه متهللاً و عيناه تتلألأ من دموع حبسها على الرغم منها ليمنعها من السقوط .
وقف أمامى برهة ًصامتاً و كأن الكلمات بحلقه تتصارع أيهن تسبق الأخريات فاعتدلت فى جلستى و أرهفت له سمعى فقد كنت غارقاً كعادتى فى القراءة .
أبتدرنى يا الله لقد ذهبت متلمساً شراء الدخان فإذا بى أجد القرآن فتعجبت للحظة و لكن تعجبى تبدد عندما رأيت مصحفاً صغيراً يحمله فى يده قابضاً عليه و كأنه يخاف أن يهرب منه فعلمت أنه يقصده بكلامه آنفاً .
جالت بى خاطرة فتخيلت ما حدث فقلت يا سبحان الله إن كلامه هذا يذكرنى بصديق لى حدث معه موقف جعله يترك التدخين ، عجيب هذا الأمر و لكن لا اتعجب من شئ فكل يوم أرى أعاجيب الأمور.
أما زميلى هذا فقد ذهب ليشترى الدخان فعاد حاملاً مصحفاً صغير يكاد قلبه يطير من بين جوانحه فرحاً بوجدانه له و جعله يترك التدخين على الفور .
انتبهت عليه قائلاً لقد كنت أبغى شراء مصحف صغير من مدة و لكن الكسل حال بينى و بين ما ابتغى .
حدثت نفسى قائلاً لقد جاءته الهدية فترك التدخين و قبل الهدية فسألته متهكماً - و أنا واثق من أجابته بالنفى حيث نفس فى روعى أنه لم يحضر الدخان و ترك التدخين للأبد – هل أحضرت الدخان ؟
فأجابنى على الفور نعم أحضرت الدخان و تركنى و قد ارتسمت علامة تعجب على وجهه فغرقت مرة أخره فى الكتاب الذى كنت أقرأ فيه .

0 التعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة