جاءنى زميلى فى العمل و وجهه متهللاً و
عيناه تتلألأ من دموع حبسها على الرغم منها ليمنعها من السقوط .
وقف أمامى برهة ًصامتاً و كأن الكلمات
بحلقه تتصارع أيهن تسبق الأخريات فاعتدلت فى جلستى و أرهفت له سمعى فقد كنت غارقاً
كعادتى فى القراءة .
أبتدرنى يا الله لقد ذهبت متلمساً شراء
الدخان فإذا بى أجد القرآن فتعجبت للحظة و لكن تعجبى تبدد عندما رأيت مصحفاً
صغيراً يحمله فى يده قابضاً عليه و كأنه يخاف أن يهرب منه فعلمت أنه يقصده بكلامه
آنفاً .
جالت بى خاطرة فتخيلت ما حدث فقلت يا سبحان
الله إن كلامه هذا يذكرنى بصديق لى حدث معه موقف جعله يترك التدخين ، عجيب هذا
الأمر و لكن لا اتعجب من شئ فكل يوم أرى أعاجيب الأمور.
أما زميلى هذا فقد ذهب ليشترى الدخان فعاد حاملاً
مصحفاً صغير يكاد قلبه يطير من بين جوانحه فرحاً بوجدانه له و جعله يترك التدخين
على الفور .
انتبهت عليه قائلاً لقد كنت أبغى شراء مصحف
صغير من مدة و لكن الكسل حال بينى و بين ما ابتغى .
حدثت نفسى قائلاً لقد جاءته الهدية فترك
التدخين و قبل الهدية فسألته متهكماً - و أنا واثق من أجابته بالنفى حيث نفس فى
روعى أنه لم يحضر الدخان و ترك التدخين للأبد – هل أحضرت الدخان ؟
فأجابنى على الفور نعم أحضرت الدخان و
تركنى و قد ارتسمت علامة تعجب على وجهه فغرقت مرة أخره فى الكتاب الذى كنت أقرأ
فيه .
0 التعليقات
إرسال تعليق