الجمعة، 13 مايو 2016

الأدب و أنا

عانيت فى أثناء دراستى من الأدب ، فقد كان يُدّرس لنا الأدب العربى كما تُدّرس الكيمياء و الجغرافيا – رموز و طلاسم – يصعب على الكثيرين من أمثالى حلّ شفرتها ، أو فهم مرادها ، فضلاً عن الغوص فى أعماقها لاستخراج كنوزها و لآلئها .
مرت سنوات و أن اتناول الأدب كوجبة دسمة عسرة الهضم تضيق بها النفس ، و يتعرق منها الجبين ، حتى جاء اليوم الذى صارت عداوتى للأدب سافرة بعد أن كانت مستترة ، فأمسكت بما عندى من كتب الأدب و عرضتها على من يريدها لعلى أنسى  ما ألمّ بى من جحيم الأدب و عذابه .
قضيتُ سنوات أخرى أقرأ كتباً فى مناحى كثيرة إلا ما له علاقة بالأدب من قريب أو بعيد .
ذهبت ذات يوم إلى معرض الكتاب ، تقلبت بين أجنحته اتلمس الجديد من الكتب ، القى عليها نظرة قبل الحصول عليها ، فاستوقفنى كتاب جذبنى عنوانه ، أمسكت به  ، و قلبت صفحاته فدارت عينى فى محجرها و كأنها وجدت صيداً ثمين ، فغبت عن من حولى وقتاً لا أدرى مقداره ، حتى انتبهت على صوت البائع يتحدث بكلمات لم اتبينها .
ضممته إلى صدرى و ارتشفت منه رشفات عذبة و قضيت معه وقتا رائعاً حتى وصلت الى منزلى و قد هالنى جمال نظمه و رشاقة ألفاظه و أتساق عباراته و كأن سحراً قد بُث فى جنباته .
فكانت هذه هى بدايتى الحقيقية مع الأدب ، لكن أدب من نوع آخر ، يأخذ بالألباب و يرتقى بالعقول .
عن كتاب وحي القلم لأديب الكبير الاستاذ مصطفى صادق الرافعى أتحدث . 

0 التعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة